رئيس المكتب الوطني للإعلام

نظرة عامة عن رئيس المكتب

معالي عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام

رئيس المكتب الوطني للإعلام

ريادة الإعلام الإماراتي... من الرؤية إلى التأثير

عندما تكون الكلمة نابعة من وعي مستنير، يتحول الإعلام إلى رسالة تضيء العقول وتبني الأوطان، وعندما تستند الرؤية إلى بصيرة نافذة، يصبح التغيير ممكناً، حتى في ظل أكثر التحديات تعقيداً، ومن هذا المنطلق، وبتوجيهات قيادتنا الرشيدة، انطلقت رؤيتنا لتطوير الإعلام، ليس فقط من خلال تحديث أدواته، بل بإعادة توجيه البوصلة نحو مزيد من التأثير والحضور، وذلك من منطلق إيماننا بأن الكلمة المسؤولة لا تكتفي بعرض الواقع، بل تساهم في تشكيله، وأن المنصة الوطنية لا تعكس الصورة فحسب، بل تنير الطريق وتعزز الانتماء.

مشروعنا الإعلامي الذي نسعى لتحقيقه لا يمكن حصره في مجرد تحسين تقني أو إداري، بل هو رؤية متكاملة، تنطلق من أصالة تراثنا، وتستجيب لمتطلبات الحاضر، وتفتح الأفق نحو مستقبل واعد من أجل ترسيخ الإعلام ساحة لصياغة الوعي، وأداة لبناء الوطن وترسيخ مسيرة التنمية المستدامة.

وفي المكتب الوطني للإعلام، نعمل وفق استراتيجية تستهدف صياغة حاضر ومستقبل الإعلام في الإمارات، بوسائل متعددة ترتكز على تحقيق مشهد إعلامي إماراتي عصري يواكب نهضة الدولة ويتواءم مع قيم المجتمع الأصيلة والتطورات المتلاحقة في الإعلام العالمي بوسائطه ومجالاته المختلفة، ويدعم قيم المشاركة في اتخاذ القرار، والشورى في إطار من الحرية والمسؤولية.

وتنبع رؤية المكتب الوطني للإعلام من إيمان راسخ بأن قوة الرسالة تنبع من وضوح الهوية، ومن هذا المنطلق، يعمل المكتب على تطوير استراتيجيات إعلامية وطنية تستند إلى أفضل الممارسات العالمية، وتستفيد من أحدث ما أنتجته التكنولوجيا الإعلامية من أدوات وتطبيقات، لكن هذا التحديث لا يأتي على حساب الجوهر، بل يعززه، حيث تبقى الهوية الوطنية الإماراتية هي البوصلة التي تهدي الخطاب وتمنحه فرادته.

إن بناء إعلام يعبر عن روح الدولة، ويُجيد مخاطبة العالم بلغته دون أن يتخلى عن لغته الأصلية، هو ما يدفعنا اليوم للارتقاء بمنظومتنا الإعلامية، بما يعزز مكانة الإمارات على مؤشرات الهوية الإعلامية، ويساعد على مضاعفة قيمة الهوية الإعلامية الوطنية لدولة الإمارات وتصدر الدولة مؤشر أداء الهوية الإعلامية الوطنية، وقوة الهوية الإعلامية ويؤكد حضورها كدولة تصنع رسالتها وتُصدرها بثقة واقتدار.

وتتمحور رسالتنا في المكتب الوطني للإعلام في العمل على ترسيخ ريادة الإعلام الإماراتي وتعزيز تواجده المؤثر والقوي والفعال في المشهد الإعلامي المحلي والإقليمي والعالمي عبر رسالة إعلامية قوية مؤثرة، مرتكزة على بيانات وفيرة ومعلومات صادقة وحقائق مؤكدة وخطاب متجدد مبتكر، يرسخ سمعة دولة الإمارات الإيجابية حول العالم.

ولتحقيق ذلك نعمل على ترسيخ منظومة إعلامية متكاملة تحفز وسائل الإعلام الإماراتية على تبني سياسة تسعى إلى تعزيز قدرات الكوادر الوطنية وتأهيلها على مواكبة كافة المتغيرات المتلاحقة في صناعة الإعلام، بهدف تعزيز التواجد المؤثر في المشهد الإعلامي عالمياً.

ونحن نؤمن بأننا بحاجة إلى إعلام يمزج بين الخبرة والشباب، إعلام يضع كافة إمكاناته لتمكين الأجيال الجديدة وتأهيلها لتحمل مسؤولية مواصلة مسيرة تطوير الإعلام الإماراتي بكل أنواعه وأنماطه وأخذ زمام المبادرة دائماً.

وتُولي استراتيجيتنا في المكتب الوطني للإعلام أهمية كبيرة لصناعة إعلام منافس، يستطيع أن يترك بصمة واضحة في الاقتصاد الوطني ويرفع من مساهمة الصناعات الإبداعية في الناتج المحلي بما يضمن استمرار مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها دولة الإمارات ويُساهم في ترسيخ حضورنا الإعلامي إقليمياً وعالمياً.

كما نعمل وفق استراتيجيتنا على تعزيز مكانة الإعلام الإماراتي شريكاً أساسياً للتنمية المستدامة ورافداً رائداً من روافد دعم المسيرة الوطنية بما يقدمه من محتوى يواكب التطورات المتلاحقة التي حققتها وتحققها دولة الإمارات في مختلف المجالات الحيوية، ويعكس في الوقت نفسه الهوية الإماراتية الأصيلة والإنجازات الوطنية، ويرسخ مكانة دولتنا إقليمياً ودولياً، وذلك وفق رؤية تتمحور حول تقديم إعلام يتسم بالنزاهة والموضوعية، المهنية والشفافية، إعلام يعتمد على المعلومات الموثقة والبيانات الدقيقة، والرأي المدعوم بالحجة والبرهان، إعلام يدرك أن الحقيقة هي السبيل الوحيد للنجاح.

وبالطبع تضع هذه الرؤية على كاهلنا مسؤولية العمل على توفير بيئة جاذبة للموهوبين والمبدعين، وتهيئة الأجواء التي تساعد على ازدهار الإبداع بما يسهم في ترسيخ مكانة الإمارات ساحة إعلامية رائدة، مؤثرة ومتطورة، وتحقيق أهدافنا الرامية إلى تعزيز مكانة إعلامنا الذي بات مصدراً موثوقاً لوسائل الإعلام العالمية بما يقدمه من محتوى صادق، مبتكر وأمين يعتمد على الحقائق والبيانات الصحيحة والتحليل الواعي.

ونحن ندرك أن تحقيق الريادة يتطلب منا مواكبة صناعة الوسائط الإعلامية والتفاعل مع الثورة الرقمية الناشئة، والتكيف مع اتجاهات ورؤى الجمهور المستهدف محلياً وإقليمياً ودولياً، وكذلك مواكبة تأثيرات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات التي تعمل على إعادة تشكيل كيفية إنشاء المحتوى الإعلامي وتوزيعه، مع تعزيز مشاركة الجمهور المستهدف، وبناء مصادر دخل جديدة تحقق تنمية مستدامة للإعلام.

وفي النهاية، أود أن أؤكد أننا سنعمل على البناء على ما تتفرد به منظومتنا الإعلامية التي تستند على قيم المجتمع الإماراتي الأصيلة التي توارثناها جيلاً بعد جيل، وتحدد قضاياها بجرأة وتتناولها بشجاعة وتعبر عنها بابتكار يحفز تفاعل الجمهور مع المحتوى الإعلامي.

معالي عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام